أبرز المشكلات الأسرية ( الجزء الثاني )

خلاصة كتاب

دليل الإرشاد الأسري (3) -القسم الثاني-

أبرز المشكلات الأسرية

وكيف يتعامل معها المرشد

إعداد: نخبة من المختصين والمختصات

الإشراف العام: د. عبد الله بن ناصر السدحان

مقدمة:

يتناول هذا القسم الثاني من الجزء الثالث من أدلّة الإرشاد الأسري تسع مشكلات إضافية تواجه الأسرة وتمر على المرشد الأسري كثيرا. مشكلات يستعرضها هذا الدليل بالتحليل فيتناول أسبابها، ومظاهر وجودها، وأفضل الطرق لمواجهتها، مع إرشادات وتوجيهات للمرشد في كيفية التعامل مع المسترشد خلال فترة الإرشاد للوصول إلى ما يحمي الأسرة وينجيها من خطر التدمير.

المشكلة العاشرة: عناد الزوجة وعصبيتها:

عناد الزوجة وعصبيتها يعودان إلى عوامل وأسباب كثيرة، منها النشأة في بيئة عصبية، والمعاناة بسبب أعباء البيت، والوسواس القهري، والغيرة المرَضية، وعدم الإشباع العاطفي، والمعاملة القاسية من قِبل الزوج. والعلاج يبدأ بفهم السبب الحقيقي وراء حالة انفعال وعناد الزوجة، وتوقيت ظهورها ومدة استمرارها.

وعلى المرشد توجيه الزوجة لاستكشاف ذاتها وتعلُّم الاسترخاء، مع رفع مفاهيم العلاقة الزوجية. إضافة إلى لفت انتباه الزوجين إلى مكاسب الابتعاد عن العصبية والعناد، مع تدريبهما على مهارات الحوار واحترام الرأي الآخر وفن الشكوى من غير لوم أو انتقاد.

المشكلة الحادية عشرة: استغلال الزوجة مادياً:

يعود السبب في استغلال الزوج للزوجة ماديّا، إلى طمع الزوج المادي، وعدم ارتباطه بوظيفة تدر عليه مالاً كافياً، وعدم معرفته بحقوق الزوجة المالية، وعدم معرفة الزوجة صفات زوجها قبل الارتباط، وقد تكون الزوجة ضعيفة الشخصية.

يجب على المرشد أن يلم بأحكام مال الزوجة، ففي الإسلام ذمة المرأة المالية مستقلة عن ذمة الرجل، ولها الحق في التصرف فيما تملك بدون إذن الزوج مادام في حدود المباح. كما عليه توضيح أن إثبات الحق الشرعي لا يعني بالضرورة أن يكون الأصح هو التمسك به دائماً، فلابد من تنازل من قبل الطرفين لأجل حياة زوجية مستقرة. وعليه أن يضع الحل للمشكلة بإشراك الطرفين دون إدخال أي طرف خارجي.

المشكلة الثانية عشرة: إدمان الزوج مشاهدة الأفلام الإباحية:

يعود السبب في هذا الإدمان إلى ضعف الوازع الديني، وأصدقاء السوء، وتوفر الأفلام الإباحية وسهولة الحصول عليها، مع خبرات الطفولة التي مر بها الفرد، ومعاناة صاحب المشكلة من اضطرابات جنسية، وجهله بأضرار مشاهدة هذه الأفلام.

ومن أهم آثار هذا الإدمان؛ إثارة الرغبة وعدم الاكتفاء؛ ما يدفع الزوج إلى تعاطي المنشطات الجنسية، وعدم الرضا عن الزوجة لأنه يريد منها الكمال في العلاقة كما يراه في الأفلام.

إذا رفض الزوج الحضور لجلسات الإرشاد، على المرشد أن يرفع من معنويات الزوجة، التي ترى نفسها بدون أهمية، مع حثها على تعلم مهارات الاتصال الجنسي مع الزوج.

المشكلة الثالثة عشرة: عدم العدل بين الزوجات:

التعدد ليس هو المشكلة، فقد أجازه الشرع لأسباب عدة، وإنما المشكلة في غياب العدل بين الزوجات.

لحل المشكلة لابد للمرشد من التمييز بين الزوجات، فهناك الزوجة التي تبالغ في الشكوى، وهناك العاقلة التي تعيش أجواء المشكلة وتبحث بصدق عمن يأخذ بيدها لتجاوزها.

وعلى المرشد توصية المرأة بالحكمة والصبر لكي تؤثر إيجابياً في زوجها، وحثها على إبعاد الأطفال عن النقاشات الزوجية، وإعادة النظر في علاقتها مع زوجها لاستذكار ما كان ينبهها إليه، مع تذكيرها أن ما لا يأتي بالرفق لا يأتي بالعنف.

المشكلة الرابعة عشرة: تخلي الأب عن مسؤولية تربية الأبناء:

هناك عوامل عدة لظهور هذه المشكلة، فالإهمال قد يكون جزءا من شخصية الأب وتنشئته، أو قلة الوعي بالمسؤولية تجاه الأبناء، أو قلة القدرات، وصعوبة المتابعة.

يوجه الدليل المرشد إلى ضرورة التعرف أولاً على طبيعة الزوج وعوامل تقصيره، والتعرف على قدرات الزوجة، وتوجيه الزوجين إلى البعد عن لوم بعضهما، مع إقناعهما بالتخلي عن افتراض القيام بكل شيء أو التخلي عن كل شيء، فهناك تقاسم للأدوار لا بد منه، وتوجيههما إلى تفعيل دور الآخرين كالأخوال والإخوة الكبار في المتابعة، والأهم في ذلك قيادة الزوج لإعادة النظر في إهماله وتقصيره، مع حث الزوجة على إظهار أهمية زوجها في البيت.

المشكلة الخامسة عشرة: الصمت في الحياة الزوجية:

يُفسر الصمت من قِبل المرأة بعدم الرضا، فهو يدل عندها على أن الزوج غير مرتاح معها. ويعود هذا صمت الزوج إلى أسباب عدة، منها حساسية الزوجة، واختلاف الاهتمامات بين الطرفين، والنشأة التربوية، والخوف من إفشاء الزوجة للأسرار.

وعلى المرشد وأن يجد الدافع وراء الصمت، وعليه تهيئة الزوجة نفسياً وبث الثقة فيها لتساعد في حل المشكلة، ولتغيّر نمط الاعتياد بينها وزوجها، ولتتعلم اللباقة في الحديث لتحفيز زوجها على التحدث، مع تنبيهها ألا تكون أحاديثها مجرد طلبات.

المشكلة السادسة عشرة: المعاكسات الهاتفية لدى الأزواج:

تعود ممارسة الأزواج للمعاكسات الهاتفية إلى نقص جذوة الإيمان، وقلة الخوف من الله، مع الجهل شرعيّا بحكم المعاكسات إذ يعتبرها البعض جائزة ما لم تصل إلى الزنا، إضافة إلى إطلاق العنان للنفس والبصر لمشاهد المؤثرات، وقد يكون السبب أيضا عدم القناعة بمواصفات الزوجة الجمالية، أو الانقياد لجلساء السوء، والانفتاح على الثقافات الأخرى خلال السفر وغيره، وربما السبب تقصير الزوجة في حقوق الزوج أحياناً، مقابل عدم النضج الانفعالي لدى الأزواج ودخولهم في علاقات سابقة قبل الزواج.

وعلى المرشد التزام السلوك الإسلامي في محاورة المسترشد، ومعرفة السبب الحقيقي وراء المشكلة، والإلمام بتاريخ العلاقة الزوجية، ومن ثم تقديم بدائل للمعالجة، مع تدريب الزوجة على التوقف عن التفكير السلبي وتحويله إلى إيجابي، وتعليمها المصارحة والمواجهة المثمرة مع زوجها.

المشكلة السابعة عشرة والثامنة عشرة: عدم تفهم الزوجين احتياجات بعضهما:

يعود عدم التفهم إلى عدم التكافؤ بين الزوجين، وعدم فهم الأدوار ومعنى القوامة داخل الأسرة، إلى جانب انعدام الحوار، وسوء معاملة الزوج زوجته، وعدم تحمل المسؤولية، والانصراف المبالغ فيه إلى العمل، والغيرة.

وتتمثل الاحتياجات في الحاجات النفسية، والعاطفية، والاقتصادية، والتعليمية، والاجتماعية، والجنسية، والحاجة إلى التدين.

ومن الإرشادات العامة للتعامل مع حالات من هذا النوع؛ إنشاء علاقة مهنية مع المسترشد تبنى على الثقة والاحترام والسرية، والتركيز على تقوية علاقته بالله والتوكل عليه أولاً، ثم جمع المعلومات والبيانات المتصلة بالمشكلة، وحصر وتحديد كافة العوامل والأسباب وراء عدم التفهم، وتقديم دورات تدريبية للزوجين لتبصيرهما باحتياجات بعضهما ولتفهم الحقوق والواجبات الخاصة بالحياة الزوجية، ومن ثم توجيه الانتباه إلى الاهتمام بالمظهر والتجمل لجذب كل طرف للآخر، والسخاء في الهدايا، وتخصيص وقت للجلوس معاً والتحدث والاستمتاع، والتركيز على السلوك الإيجابي ومحاولة تجاهل السلبيات، والتعود على الابتسام والبشاشة، واستخدام الكلمات الطيبة السليمة.